عامٌ على " إقلب الصورة " #Eqlb
... وما زلتُ أبحث عن وطنٍ في وطني
اليوم الإثنين الموافق 25/6/2012 يصادف الذكرى الأولى لحملة "اقلب" #eqlb التي اطلقتها من أجل قضيتي "البدون "وبفضل الله نجحت عالمياً بشكل لم اكن اتوقعه وكنت قد خططت لأن نسترجع الذكرى سوياً لمدة ٣ ايام كما مدتها الاولى وقمت بتجهز الارشيف اللازم من لقاءات تلفزيونية وتغطيات ومقالات صحافية ولكن نظراً للوضع المتأزم الذي يسود البلاد ويعيشه وطني من تناحر سياسي خطير وصِدام ما إنفك يتزايد من خلال تصريحات وبيانات الأطراف دونما استثناء, حملة "اقلب" هي إبنة الصدفة لم تكن فكرة جهزت لها وإنما أوجدها القدر لا كما ذكر البعض عنها بتصريحات ما أنزل الله بها من سلطان تقولاً هي فكرة صنعت نفسها وفقني الله بانتشارها وبكم حققت عالميتها وبودي ان أذكر معلومة تضحكني دائماً جعلتكم تقلبون صوركم ولم أقلب صورتي ! ولربما كنت الوحيد الذي لم يقلب صورته في #eqlb لأنها أساسا صورة مقلوبة ، وعندما سألتني " تاتانيا من قناة " فرانس 24 " لماذا قلبتها ؟
قلت لها " إن المنطق أصبح مقلوباً فقلبنا انفسنا لنقرأه معتدلاً " ولكن للأسف بعد عام كامل عليها أصبح مقلوباً اكثر ,
وكان القرار ان الوقت لا يسمح فما نواجهه في هذه المرحلة المفصلية من حالة مخاض ما بين مواد الدستور وتطبيقها على أرض الواقع لتحقيق المجتمع المدني المؤسساتي الذي نفتقده ونتيجة لفقدانه أفقدونا وطننا لمدة تزيد عن 50 عاماً , نصف قرن من الألم والحرمان نصف قرن من سلب الحقوق من مواطنين هم أحق بالكويت من كثيرين أرادوا تطبيق حتى معاييرهم التي اكتنزوها بمفاهيمهم وكيفوها بشخوصهم.
وحتى تبقى " إقلب #eqlb في نفوسنا جميعا حيةً لا تموت ولتذكرهم دائما بجرمهم العنصري بحق شركاءهم في الوطن , اقتطعوهم لموازنة إجتماعية وقتية محددة انعكست عليهم الآن من خلال الخلل في التركيبة السكانية والنسيج الإجتماعي نسبة في العدد وتناسباً في التوزيع والمشاركة خاصة ان من أُقتطع هم الاقرب إلى تكوين المجتمع المدني فهم ليس قبائل وليسوا تجار ولكنها طبقة معتدلة ما بين هذا وذاك فقدوها ففقدوا استقرارهم المجتمعي الذي إنعكس سلباً على كل مخرجاتهم الاقتصادية والسياسية بتركيبة المجالس اللاحقة التي تغيرت صورتها عن سابقاتها .
وبفضل الله و وخلال 24 ساعة فقط انتشرت الحملة عبر أرجاء المعمورة ليصل صوتنا للعالم وغطتها الفضائيات المحلية الوطن والراي والعدالة والصباح ومباشر واخريات وكذلك العربية مثل قناة العربية والجزيرة والعالمية عبر فرانس 24 والجزيرة الانجليزية و بي بي سي العربية وقناة كندية عوضاً عن جميع الصحف المحلية والعربية والعالمية وقد كانت خبراً ومانشيتاً في جريدة الوطن في صفحتها الاولى وكيت بها كتابنا بمختلف الصحف مقالات كثيرة يؤكدون عن الاستحقاق الوطني الذي تمثله القضية بعدالة المواطنة للبدون كما شاركنا بها مغردو العالم من جميع بقاع الأرض في الخليج والوطن العربي وأووربا وامريكا والصين وروسيا وأخص شباب الثورة المصرية. ولا انسى كل من ساعدني خلال الحملة وهم كثيرون قدموا بإنسانيتهم كل ما يستطيعون تقديمه كل من شارك ودعمها وأشاد بها ودعا إليها .
وبناء على ما سبق ذكره قررت أنه ولمدة يوم واحد في منتصف ليل الأحد يوم الاثنين 25/6/2012 سأقوم بقلب الصورة مع التذكير بما جاء بالحملة والتذكير بأسباب إطلاقها واهدافها الإنسانية البحتة التي دافعت عنها بعد أن حاول البعض جرنا خلالها لصراع سياسي , مستذكراً معكم كل ما تخللها في الثلاثة أيام من عمرها عبر نشر ارشيفها المرئي والمقروء من اجل الانسان من اجل ان ينتهي الطغيان وحتى تنطق ألسنة الحقيقة التي أصابها الخرس. سنقلبها حتى يعتدلوا.
ويحق لي ان أفخر واعتز بحملة " إقلب الصورة " #eqlb لأنه سيأتي اليوم الذي أرحل فيه وسيذكرني قومي بأنني لم ارتض الصمت وكنت صوتاً لقضيتي وفقاً لقناعاتي التي أؤمن بها وانني كنت وما زلت وسأبقى احمل هذه المباديء ولن انطوي يوماً ما في أي تجمع كان او لجنة حتى يقضي الله امراً كان مقضيا ,
مستمرون ولينا الله ،، فمن تولاه الله لا يخشى أشر البشر .... أما أنا سأبقى أبحث عن وطنٍ في وطني.
